تم القبض على تاجر المخدرات يوم السبت في رومانيا بعد مطاردة استمرت أكثر من تسعة أشهر، وتم نقله بالطائرة إلى فرنسا يوم الثلاثاء، حيث من المقرر تقديمه إلى قضاة في الآونة المقبلة.
بعد ان تمكنت السلطات الرومانية من القبض على محمد عمارة البالغ من العمر (30 عامًا) في السبت الماضي، وهو أحد أخطر المجرمين المطلوبين في فرنسا، بعد تسعة أشهر من المطاردة الدولية. وقد تم اعتقاله في العاصمة الرومانية بوخارست، حيث ظهر وهو يبتسم وشعره مصبوغ باللون الأحمر كان يسعى من خلالها الى تمويه السلطات، وظهر محمد محاطًا بحراسة أمنية مشددة أثناء نقله إلى مبنى المحكمة لإجراء اول جلسة له بعد عملية الفرار المافيوزية التي كان نفذها.
وكان محمد أ.، الملقب بـ”الذبابة”، قد هرب من سيارة نقل السجناء في فرنسا في مايو 2024، بعد أن قامت مجموعة مسلحة بتحريره بعنف. وقد أسفر الهجوم عن مقتل اثنين من حراس السجن وإصابة ثلاثة آخرين بجروح خطيرة. ومنذ ذلك الحين، كان محمد أ. هدفًا لعملية بحث واسعة النطاق شملت أكثر من 300 ضابط شرطة وقوات خاصة داخل فرنسا وعلى المستوى الدولي.
يعود السجل الإجرامي لمحمد أ. إلى مرحلة مبكرة من عمره، حيث بدأ بارتكاب الجرائم في سن الـ11. وهو من أصل جزائري، ويُعتقد أنه كان على رأس شبكة إجرامية متخصصة في تهريب المخدرات. بالإضافة إلى ذلك، يُشتبه في تورطه في تنفيذ جرائم قتل من داخل السجن.
وكان محمد أ. قد حُكم عليه بالسجن لمدة 18 شهرًا بتهمة السرقة الكبرى قبل أن يتمكن من الهروب أثناء نقله إلى سجن آخر في منطقة نورماندي الفرنسية.
وفي 14 مايو 2024، قامت مجموعة مسلحة بقطع طريق سيارة لنقل السجناء عند محطة رسوم على الطريق السريع في منطقة “فال دو رويل”. وباستخدام سيارة من نوع “بيجو”، اصطدموا بسيارة النقل وأطلقوا النار على الحراس، مما أدى إلى مقتل اثنين وإصابة ثلاثة آخرين. وقد تمكن المهاجمون من الفرار بعد إشعال النار في سيارة الهروب لتدمير الأدلة.
بعد أشهر من المطاردة، تمكنت الشرطة الدولية (الإنتربول) من تحديد مكان محمد أ. في بوخارست. وعلى الرغم من تغيير مظهره بصبغ شعره باللون الأحمر وارتداء نظارات، تم التعرف عليه من خلال بصمات الأصابع وفحص الحمض النووي.
وأعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن ارتياحه للقبض على محمد أ.، واصفًا العملية بأنها “نجاح رائع”. كما وجه تعازيه إلى عائلات الضحايا الذين قُتلوا خلال عملية الهروب.
وظهرت صور محمد أ. أثناء نقله إلى المحكمة، حيث بدا مبتسمًا وغير مكترث، مما أثار غضبًا واسعًا بين الجمهور. وتظهر الصور أيضًا سيارة الهروب المحترقة التي استخدمها المهاجمون خلال عملية الهروب الدامية.