تزنيت : احتفالية برأس السنة الأمازيغية تعزز الهوية الثقافية

تحتضن مدينة تزنيت، خلال الفترة من 11 إلى 14 يناير الجاري، فعاليات تظاهرة “تيفلوين.. احتفالية الأرض والهوية”، بمبادرة من جماعة تزنيت.

تأتي هذه الاحتفالية في وقت مهم، حيث تمثل تعزيزًا للقرار التاريخي الذي اتخذته المملكة المغربية بإعلان يوم 14 يناير من كل عام عطلة رسمية بمناسبة رأس السنة الأمازيغية. يعكس هذا القرار الملكي العناية السامية بالثقافة الأمازيغية والاعتراف بها كجزء لا يتجزأ من هوية المملكة. هذا التوجه الملكي يعكس التزام المغرب بحماية وترسيخ التنوع الثقافي، حيث تمثل اللغة والثقافة الأمازيغية أحد أركان هذا التنوع الذي يميز البلاد.
 

من جهتها، تسعى جماعة تزنيت، التي تتولى تنظيم هذا الحدث بالتعاون مع المجلس الإقليمي، إلى تعزيز حضور الثقافة الأمازيغية في الذاكرة الجماعية للمدينة والمساهمة في ترسيخ مكانتها الثقافية على الصعيدين المحلي والدولي. وفي النسخة الثالثة من “تيفلوين”، يأمل المنظمون أن تكون الاحتفالية منصة لتبادل الخبرات وتعزيز الحوار بين مختلف الثقافات. وتستهدف الاحتفالية جمهورًا واسعًا من المواطنين المحليين والزوار من مختلف المدن المغربية والعالم، مما يساهم في تحسين صورة المدينة وجذب الزوار إلى المنطقة.

 

تستند الاحتفالية إلى عدة أهداف استراتيجية تهدف إلى تعزيز الثقافة الأمازيغية، وفي مقدمتها إبراز تأثير هذه الثقافة في بناء الحضارة المغربية عبر التاريخ. كما تهدف تظاهرة “تيفلوين” إلى ترسيخ القيم الإنسانية المشتركة التي تدعو إلى الوحدة بين أبناء الشعب المغربي، حيث يتم التركيز على الارتباط الوثيق بين الأرض والتاريخ والثقافة. ويأتي هذا في وقت يتزايد فيه الاهتمام بالحفاظ على التراث الثقافي، وتعزيز الوعي بأهمية دور الثقافات المحلية في التنمية المستدامة.
 

إلى جانب التوجه الثقافي، تشكل “تيفلوين” فرصة مهمة لتعزيز الاقتصاد المحلي، حيث تهدف الاحتفالية إلى تنمية قطاع السياحة الثقافية في تزنيت. إذ من المتوقع أن تسهم هذه التظاهرة في تعزيز جاذبية المدينة كمقصد سياحي يعكس التراث الأمازيغي الغني ويقدم تجربة ثقافية فريدة من نوعها. هذا التوجه يساهم أيضًا في تطوير قطاع الصناعة الثقافية في المنطقة، ما يعزز التنافسية الاقتصادية للمدينة ويسهم في خلق فرص عمل للمواطنين المحليين.
 

وفي سياق أوسع، تساهم “تيفلوين” في تعزيز الترابط التاريخي بين بساتين تاركا، التي تعتبر واحدة من أهم المتنفسات البيئية في المنطقة، والمدينة العريقة التي تعتبر من أبرز المدن الأمازيغية في المغرب. وهذا الربط بين التراث الطبيعي والثقافي يساهم في خلق نموذج تنموي مستدام يراعي الحفاظ على البيئة ويعزز الدور الفاعل للثقافة في تعزيز التماسك الاجتماعي والتقدم الاقتصادي.

https://www.facebook.com/share/v/19k1ooL6TU

عائشة بوسكين*

* صحافية خريجة المعهد العالي للإعلام والاتصال، باحثة في العلوم السياسية وصانعة محتوى

منقول عن lodj.info

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *