in

الحاج أحمد أوگدورت قائد “تافراوت”

بعض من حياة الحاج حماد ابن الشيخ أوكدورت بقلم الأستاذ الكبير حمزة عبد الله قاسم رحمه الله منشور بجريدة رسالة الأمة عدد 7068 بتاريخ 13 أكتوبر 2005، نعيد نشره استجابة لطلب بعض ابناء وبنات تافراوت الذين يريدون التعرف على شخصية الرجل.

ينحدر الحاج أحمد أوگدورت من قرية بقبيلة “ئسي” “ئكنان” ْافلايغير اسمها “كدورت” وحمل اسم هذه القرية طوال حياته، وإن كان اسمه العائلي “ابن الشيخ” فلا يعرف إلا باسم “أوكدورت” انتسابا لهذه المنطقة من “ئكنان” التي أنجبت العديد من العلماء وذوي الرأي، ولقربها من “تيمكيدشت” فلها تأثير بما دار فيها من أحداث وحروب قبلية وصراعات دموية بين سيدي محمد الهاشم، وسيدي العربي، وسيدي الحنفي، مع أيت تيواضو والاستعانة بأيت خباش.

الذي دفعني للكتابة عن هذه الشخصية، ما جاء في العدد الثاني من مجلة التواصل الجمعوي، إذ قال كاتب المقالة “أن الحاج أحمد أوگدورت كان رجلا أميا…” وهذا لا يطابق الحقيقة، وكيف يكون أميا من جعل منزله مجلس العلماء والمفكرين والسياسيين لحقبة من الزمن؟ وإن كنت أجهل تاريخ ولادته والمراحل التي قطعها في دراسته  وهجرته إلى الرباط، فان الرجل فوق الأمية بكثير، وأستحضر الشهادة التي قالها في حقه أمغار الحاج عبد الله بن صالح رحمة الله عليه،: “إنه عبقري من العباقرة الذين اختاروا القيادة لغاية الإصلاح وخدمة المجتمع، وكان له الاختيار بين وظيفة أعلى وبين القيادة، فاختار هذه الأخيرة وبتعيين من صاحب الجلالة محمد الخامس، أولا لكونه ينتمي لجزولة، وثانيا ليفي قسمه، إذ أقسم للحاكم العسكري “دوشارج” وهو سجين عنده بمركز تافراوت وقال: “ليكن في علمك أنه سيأتي يوم وسأجلس فيه على هذا الكرسي الذي أنت جالس عليه” وكان له ما أراد.

“إنه عبقري من العباقرة الذين اختاروا القيادة لغاية الإصلاح وخدمة المجتمع، وكان له الاختيار بين وظيفة أعلى وبين القيادة، فاختار هذه الأخيرة وبتعيين من صاحب الجلالة محمد الخامس، أولا لكونه ينتمي لجزولة، وثانيا ليفي قسمه، إذ أقسم للحاكم العسكري “دوشارج” وهو سجين عنده بمركز تافراوت وقال: “ليكن في علمك أنه سيأتي يوم وسأجلس فيه على هذا الكرسي الذي أنت جالس عليه”

وفي مجال المقاومة وتحرير المغرب من الاستعمار الفرنسي، فقد ذكر الأستاذ مصطفى العلوي في أحد أعداد جريدة “الكواليس” أن أول مسدس انطلقت به المقاومة المغربية تم شراؤه من مال الحاج أحمد أوگدورت بمدينة الرباط، ولكونه من تجار الرباط المشهورين فإليه يعود الفضل في شراء وإحضار الأسلحة التي كانت منعدمة، مع إخفاء العديد من الوطنيين، وله اتصال بخلية –إتحاد الجنوب- خلية الرباط، ولا أنسى أن أذكر أن له علاقة بمركز المقاومة في ضيعة وادي إيكم بضواحي الرباط، وقال المناضل عبد الرحمان عبد الله الصنهاجي في كتابه “تاريخ المقاومة وجيش التحرير المغربي” (ص120)”ماذا حدث بعد انفجار القنبلة في السوق المركزي بالدارالبيضاء؟ حدث الشيء الذي كنت أتخوف منه، ألا وهو أن البوليس الفرنسي الذي جند جميع قواه وإمكانياته، ليكتشف بها مصدر صنع القنابل ومخبئها وفعلا تمكن من اكتشاف مركز المقاومة في ضيعة وادي إيكم بضواحي الرباط”.

وأضاف المناضل عبد الرحمان عبد الله الصنهاجي في مذكراته (ص122) “كما ألقى القبض على أفراد جماعة أخرى تابعة لمجموعة وادي أيكم. ومن بينهم آيت القول الحاج الحسين، والحاج أحمد أوكدورت، ومحمد الخنبوبي وكلهم من إقليم أكادير”. وحول اختيار الحاج أحمد أوگدورت القيادة وبتعيين من جلالة الملك محمد الخامس قال الأستاذ محمد الوديع الأسفي في كتابه “منطقة أيت باعمران” (ص94): “فقد استطاع مسؤولو المقاومة وجيش التحرير آنذاك أن يحصلوا على موافقة المسؤولين من أجل توظيف الكثير ممن تقدموا بترشيحاتهم للأهداف المذكورة، وبالفعل لم يمض إلا أيام قلائل حتى يعين الأفراد المشار إليهم قوادا على القبائل المحيطة بالمنطقة المناضلة ويديرونها بإخلاص وتفان، ويسهرون على مصالحها بصدق  وإخلاص وتضحية، وهكذا يصبح المرحوم عبد العزيز الماسي عن القبائل التالية: أكلو-الساحل-أيت برايم-أولاد جرار- وجان-رسموكة الساحلية- ماسة المعدر-الخنابيب.

الفقيه محمد الخنبوبي خليفة باشا تيزنيت أما المناضل علي أبرني على القبائل التالية: أنزي وملحقاتها/المكافح محمد مروان، على القبائل التالية: بويزكارن-لاخصاص-أيت رخا/ المقاوم بدر عبد الله جوان البعمراني: على إفران والقبائل المجاورة لها، المقاوم محمد بن موسى (بطل عملية السوق المركزي): علي الساحل-طاطا-تالسينت/ المكافح المرحوم حمودي محمد من أسفي: على أقا-فم الحصن- المناضل محمد أوهمو: قائد على أيت باها/ أحمد الكدورتي قائد على: قائد على تافراوت/ محمد بن عمر المكوني: قائد قبيلة أيت عبد الله.

وفي الفترة الانتقالية وصل الحاج أحمد أوگدورت إلى تافراوت في حفل بهيج، واستقبال منقطع النظير، وأول برنامج أعلنه في مكتبه، هو إجبارية التعليم، فأصلح المدرسة الإسلامية بتافراوت، وأمدها بالمعلمين الأكفاء، ووقف على التعليم بها، كما وقف بنفسه على التمدرس، والمراقبة الدائمة في كل ما يتعلق بشؤون التلميذ من أدوات إلى المطعم المدرسي، وجعل الخيرية مأوى للقاطنين بعيدا عن تافراوت، وأنشأ أقسام أخرى كفروع في العديد من القرى في الدائرة، وفرض التعليم على الفتاة التي كانت محرومة من المدرسة قبل الاستقلال، ونظم حملات توعية في إطار إجبار الجميع للانخراط في دروس محاربة الأمية، ومازلت أتذكر أن “م.ح” ذهب إليه إلى المركز لسحب كناش الحالة المدنية، وعند التسليم أمره بالتوقيع فاعتذر كونه لا يتقن كتابة اسمه، فكان جواب الحاج أحمد أوگدورت رحمه الله: لن أسلمك كناش الحالة المدنية حتى تتعلم كتابة اسمك، وسلم له محفظة بها تلاوة وكتب وأقلام، فانصرف ذلك الشيخ إلى أن تعلم وحفظ الحروف الأبجدية وداوم القراءة والكتابة لمدة شهر، فلما تمكن من التغلب على أميته، امتحنه قبل أن يسلم له كناش الحالة المدنية.

ومن جانب آخر كان يوجه النساء نحو التعلم في إطار الصناعة التقليدية من صنع الزرابي إلى الحلي والزخرفة واستطاع خلق مؤسسات اجتماعية تربوية رغم النقائص المتفشية بتافراوت خصوصا في مجال المرأة، وامتدت ثورته على الأوضاع إلى إعلان كل أسبوع بواسطة “البراح” ضرورة إرسال أبنائهم إلى المدرسة، واستجاب الكثير منهم لدعوته، وتوافد على مدرسة تافراوت العديد من الراغبين في التمدرس سواء من أملن، وأمانوز، وتسريرت، وأيت ؤسيم، وتاهالا، وبلغت هذه الحملة أقصى القبائل مثل ئداوسملال وأنزي، وإمجاض ونواحي تزنيت.

ولم يقتصر الحاج أحمد أوگدورت على التعليم وحده، بل اسس بجوار “لمدرست العتيقة بتفراوت” خزانة عمومية للكتب تعتبر مفخرة جبال جزولة من حيث ما تتوفرعليها من كتب ومراجع مهمة، وسبق ان اطلعت في هذه الخزانة على أصناف من المخطوطات الأمازيغية المكتوبة بخط الأستاذ سيدي علي من دوار “أمسنات” ومختلف الوثائق النادرة من صور وكتب المختار السوسي في أول عهدها، وكانت نشرة تصدر بتافراوت تعنى بأنشطة المجلس القروي، ومن هذه المكتبة سجلت تعزية المغفور له محمد الخامس بعد وفاته سنة 1961.

إلا أن الخزانة العمومية نهبت من طرف الأيادي التي تتواجد في كل زمان، وفي سنة 1980، نشرت مقالة في جريدة “الهدهد” التي يصدرها أحمد سنوسي الملقب “بزيز” والتي كنت أعد فيها بعض المواضيع الأمازيغية والكاريكاتور وقد أعلنت في تلك المقالة بضرورة فتح تحقيق عن النهب الذي تعرضت له المكتبة العمومية بتافراوت، ولا من أذن سمعت، ولا من مجيب، (ولا يزال الطلب مطروحا في الموضوع؟)

كان يوجه النساء نحو التعلم في إطار الصناعة التقليدية من صنع الزرابي إلى الحلي والزخرفة واستطاع خلق مؤسسات اجتماعية تربوية رغم النقائص المتفشية بتافراوت خصوصا في مجال المرأة، وامتدت ثورته على الأوضاع إلى إعلان كل أسبوع بواسطة “البراح” ضرورة إرسال أبنائهم إلى المدرسة، واستجاب الكثير منهم لدعوته، وتوافد على مدرسة تافراوت العديد من الراغبين في التمدرس سواء من أملن، وأمانوز، وتسريرت، وأيت ؤسيم، وتاهالا، وبلغت هذه الحملة أقصى القبائل مثل ئداوسملال وأنزي، وإمجاض ونواحي تزنيت.

كان الحاج الحاج أحمد الكدورتي لا يصادف طفلا في طريقه إلى المدرسة إلا ونقله على سيارته “الجيب” السوداء إلى مدرسته أو الى قريته، وفي كتاب “منجزات علماء سوس في عهد محمد الخامس” (ص40): أن الحاج أحمد الكدورتي تبرع بخزانته من الكتب كاملة للمعهد الإسلامي بتارودانت وأتذكر أنه كان يقدم كتاب سوس العالمة كهدية للمتفوقين من التلاميذ، وطلبة “لمدرست العتيقة”.

كان الرجل دائم الحركة متنقل بين قبيلة وأخرى، ولا تفوته الصلاة مع الجماعة، وكلما التقى إنسانا الا وسأله هل صليت؟ وحدث ان التقى يوما ب “عدرحم اوصالح وهو مختل عقليا وسأله هل صليت؟  أجابه “عدرحم أوصالح ” ولما لم تسألني هل أكلت؟ وكان رحمه الله محاربا للشعوذة، والبدع الجاتمة في العقول، منبها ومرشدا، ذو عزيمة لا تلين، فاستطاع في ظرف وجيز بعد توليه القيادة القضاء على الدعارة –ماخور-من مخلفات الاستعمار، ونقط معينة في بعض الدواوير كما منع تداول الخمور والحشيش –الكيف، ويعتبر الرشوة جريمة لا تغتفر.

وقد زاره أحد التجار يوما في مكتبه، قصد التعرف عليه، (ومعذرة فلا داعي لذكر الأسماء) وبعد الحديث الطويل، أراد الزائر الكريم الانصراف، وأحضر من سيارته أجود مفاخر الشاي كهدية للقائد، فسأله الحاج أحمد أوگدورت رحمة الله عليه، لمن هذا الشاي الرفيع؟ أجابه التاجر أنها هدية جاء بها إليه، فاستغرب للأمر وقال له: مرة أخرى إذا أردت أن تقدم لي هدية، فبدون استشارتي اقصد بها إدارة الخيرية، وسأكون سعيدا، وإن بلغني أن فلان وقف في باب الخيرية وأنزل من صندوق سيارته هدية للأيتام والمحرومين، وأخبره أن أجرته التي يتقاضاها من الدولة تكفيه بالإضافة إلى موارد أخرى من مصدر تجارته.

وقد جرى له نفس الشيء مع تاجر آخر استدعاه لمأدبة طعام الغذاء مع أعوانه من الموظفين والكتاب، ولما حان منتصف النهار، أمر سائقه بإحضار شاحنة وتوجها إلى ورش للأشغال، إذ وجد عمال في استراحة للغذاء فأمرهم جميعا بالصعود للشاحنة وسار بهم نحو منزل ذلك التاجر الذي أعد على شرفه ما طاب من الأطعمة فالتقاه التاجر مرحبا ومستفسرا عن الموظفين؟ أجابه الحاج أحمد أوكدورت: هؤلاء الجياع من يستحقون الطعام، وجدتهم في ورش عمومي لا يتناولون غير الخبز والشاي، أما أنا وأعوان المكتب والموظفين فغذاؤنا مهيأ في منازلنا منذ الصباح، فمن يأكله؟

ومن بعض منجزاته رحمه الله، تعبيد العديد من الطرق، ترميم “لمدرست” إحداث شركة لمواد البناء، بناء أسوار حول المقابر، إصلاح الآبار وبناء أسوار حولها، نقل المجزرة وسط السوق، غرس الآلاف من أشجار الكاليبتوس على جوانب الطرق، إنشاء صهاريج للمياه بتيزريت، وقد كان حلمه مشروع سد كبير في تيزريت، إلا أن الإمكانيات المادية غير متوفرة وكذلك سعيه على البحث على المياه والتنقيب في أماكن عديدة في المنطقة وبناء المراحيض العمومية في تافراوت.

وكان الحاج أحمد أوگدوورت يكره الكسل وينهى عن الجلوس في الأماكن الغير مسموح بذلك، وخصوصا في أوقات العمل، وكثيرا ما ينصح الناس بالعمل الفلاحي وتربية البهائم وغرس الأشجار، وكان مكتبه مفتوحا أمام الجميع.

دخل يوما إلى إحدى القرى، والساعة بين العاشرة والحادية عشر صباحا، فوجد جماعة من الأشخاص جالسون والبعض متمرغ على الأرض، فسقط بينهم أرضا وقال لهم: ها نحن جالسون لننتظر من التزنيتي أن يأتينا بالنعناع، ومن الهواري بالقرع ومن الدكالي بالفلفل واللفت، (وقد بادرهم قبل أن يسقط أرضا بكلمة.. أيوات ألمبليسيين) بمعنى أيها الجرحى، لم يذهب حتى حثهم على العمل، والتوجه إلى بستانهم للغرس والعناية بالفلاحة ولا زال أهل هذه القرية يتذكرون هذه الكلمة “أيوات ألمبليسيين” ويترحمون عليه.

وفي الجانب الرياضي عمل على ترميم ملعبا لكرة القدم وأضاف عليه بعض التحسينات، وكذلك بالنسبة لكرة الشبكة، وأنواع الرياضات الأخرى، وكان يولي اهتمامه الخاص بالأنشطة الرياضية، ومساعدة الفرق المتواجدة في الساحة في تلك الفترة.

وكان الحاج أحمد أوگدورت مهتما كذالك بالجانب الصحي، وكان دائما في تفقد الأحوال، وزيارة المستشفى كل صباح والإشراف بنفسه على توزيع الأدوية من طرف الممرضين كالسي سعيد ومولاي عبد الله وبن الشيخ الرامي تغمد الله الجميع برحمته.

التقى صدفة بشخص ذو ثياب وسخة، وهو يحمل في يده ( قوالب السكر) فاعترض طريقه وقال له: إلى أين أنت ذاهب؟ أجاب الرجل: إني اشتريت السكر وذاهب إلى بلدتي، وقال له الحاج أحمد: عد إلى “أبصوص” ليبدل لك قالب السكر بالصابون لغسل ثيابك فيكفيك قالب سكر واحد  للاستهلاك.

وفي مجال النظافة كان يوصي بعدم رمي الأزبال في الأماكن العامة، ويحث التجار والمتسوقين على العناية بالنظافة لأبدانهم وملابسهم وأماكنهم الخاصة وتتداول من هذا الجانب حكايات، بل وقائع يعرفها معاصروه ذالك أنه التقى صدفة بشخص ذو ثياب وسخة، وهو يحمل في يده ( قوالب السكر) فاعترض طريقه وقال له: إلى أين أنت ذاهب؟ أجاب الرجل: إني اشتريت السكر وذاهب إلى بلدتي، وقال له الحاج أحمد: عد إلى “أبصوص” ليبدل لك قالب السكر بالصابون لغسل ثيابك فيكفيك قالب سكر واحد  للاستهلاك.

وفي حكاية أخرى متداولة عن الحاج أحمد أوكدورت: “ان الزيت كانت تباع في مكان محادي للرحبة (مكان يباع فيه الزرع)، وفي تلك الفترة لم يكن الناس متعودين إلا على الزيت الزيتون المحلية التي تجلب من أملن، وتعرض في أواني خزفية “تيكينت” وجرت العادة أن يتذوق الزبون الزيت قبل شرائها، وفي يوم مر الحاج أحمد أوگدورت راجلا قرب بائعي الزيت فأبصر من بعيد شخص واسخ الثياب يغمس يده في إحدى الأواني ويتذوق الزيت، فما كان من أمره إلا أن وقف عليه وقال له أريني يدك؟ فأراه يده وهي وسخة فوبخه، وأمر البائع بعدم ترك الزيت للغمس في الهواء”.

وفي عام 1959 قام جلالة المغفور له محمد الخامس بزيارته التاريخية إلى تافراوت، وأعد الحاج أحمد أوگد ورت لهذه الزيارة بمعية شخصيات وتجار منتمين للمنطقة، وحضر هذا الحدث التاريخي جموع من أعضاء جمعية علماء سوس، ورجال المقاومة وجيش التحرير، وشخصيات ذات الوزن على الصعيد الوطني مثل الحاج عابد السوسي وأخنوش أحمد اولحاج والراجي الحاج الحسين، وبلفقيه الحاج أحمد، وفاضل الشهمات، والغلام محمد، والصالحي محمد، وعبد الله بالفز، والسيد عبد الله خربوش، بالإضافة إلى رئيس الحكومة المغربية المرحوم عبد الله إبراهيم (المرجع: صورة فوطوغرافية).

واستقبل الحاج أحمد أوگدورت في تافراوت، جلالة الملك محمد الخامس، في استقبال منقطع النظير، وأثنى عليه جلالته الثناء الكثير سواء عن نضاله من أجل التحرير، أو عن العمل في التشييد لغاية بناء مغرب جديد. وقد يتذكر المرء الحاج أحمد أوگدورت كلما سمع تلك المقاطع الخالدة التي خلدت لذلك الحدث التاريخي في  “أحواش” و”أهلي وهلي وسيدي موحماد ؤيوسفي” من غناء “ئست ئمي ن تيزغت” ونظم الحفل بباب المكتب المركزي لتافراوت.

وإذا رجعنا إلى التاريخ لابد أن نجد في صفحاته حكماء وشخصيات ومصلحين وعباقرة لم يكن الناس يستوعبون غاياتهم في الإصلاح إلا بعد فوات الأوان، ومن هذا الصنف كان الحاج أحمد أوگدورت القائد الحكيم… ولما سئم من معاناته معهم قال لهم: لست قائدا… وإنما سيأتي القائد الذي سيروقكم.

وفي يوم من الأيام قصد إحدى القرى، ولم يجد فيها إلا شخصا واحدا، وسأله عن أهل البلدة، وقال له: إنهم لم يخرجوا بعد في منازلهم، فاستدعاهم جميعهم بواسطة ذلك الشخص، ولما حضروا، قال لهم: “لماذا لم تقصدوا تافراوت للبحث عن حقوقكم فأجابه أحدهم، إن الذين ذهبوا قبلنا يا سيدي إلى تافراوت لم ينالوا أي حق من حقوقهم، وفي غضب قال لهم الحاج أحمد رحمه الله: “ضالبات ئربي أيين فلاون ياسي.. أما لقايد هان نيكين ؤرت كيخ”.

وانصرف الحاج أحمد أوگد ورت إلى خالقه ولم تنصرف أعماله وقيمه ومبادئه، وستظل قائمة وراسخة في عقول من عايشوه، واستلهموا من أفكاره النيرة، وهو مثال في العبقرية والصمود من أجل المصلحة العامة، وكان رحمه الله نعم رجل حمل عبء المسؤولية بتفاني ونكران الذات، لم تغريه الدنيا ولا جاه السلطة بقدر ما كان يحب الخير للجميع.

المصدر: العالم الامازيغي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *