يثير أصدقائي العدميين الشفقة حين تعوزهم الوسائل والآليات والمعطيات والقدرة على مجادلتنا بالرأي السديد والكلام المفيد، فيلجؤون للتهجم على شخصنا المتواضع مستغلين نفس السلاح، سلاح الإقصاء من المكان، فيحاولون تذكيري دوما مشكورين بأصولي الرودانية، ضانين أنهم بذلك يضعون الأصبع على الجرح، أو أنهم بذلك ينزعون عنا المصداقية، وهم في الحقيقة واهون ومتموهمون، وفي الخطأ هم سابحون. ففي حقيقة الأمر لا يمكن أن أصف فخري بأصولي ومسقط رأسي بمنطقة أوزيوة راس الواد، التي لم أبخل عنها يوما بالكثير من جهدي وحماسي ونشاطي الجمعوي والسياسي، ولن أسرد هاهنا المشاريع والمبادرات والتدخلات التنموية التي ساهمت فيها هناك لأن ذلك واجب علي لا ينبغي الصدح والفخر به.
أما عن تافراوت فهي الحضن الحنون الذي ترعرعت فيه تربيت فيه وتعلمت فيه وتعلقت به، إنها عالمي، وصاحبة الفضل علي ولن أنكر ذلك الفضل وسأسعى جاهدا لرد النذر القليل منه، وسأحارب “بالكمة والفعل” كل من سولت له نفسه الإساءة لها وتشويه صورتها وسمعتها.
إن من مظاهر القصور العقلي وبؤس الفكر وضيق الأفق الذي يعاني منه عدميوا تافراوت، هو اللجوء إلى هذا التصنيف “السكان الأصليون والوافدون” لتصفية حساباتهم معنا، ففب الوثت الذي أصبحنا نتحدث فيه عن المواطنة العالمية، ما زال هؤلاء حبيسي النظرة القبلية الضيقة، كما أنهم يسقطون في فخ التناقض والسكيزوفرينيا فهم أنفسهم يقطنون بمدن الشمال والغرب المغربي.
من العيب الحديث اليوم عن مسألة الإنتماء، لكنها استراتيجية من العدميين للهروب إلى الأمام، والإبتعاد عن قضايا النقاش الحقيقي التي تعري زيف أطروحاتهم وتهافتها، وفراغ عقولهم وفسادها. والحق أن لا أحد له الحق اليوم في المزايدة علينا في حب هذه المنطقة الحبيبة، ولا أحد لديه الحق في نفينا روحيا عنها لأن العلاقة بيننا وبينها علاقة وجودية روحية أسمى من أن تتأثر بأقوال السفهاء.