من تافراوت ودوار أكرض أوضاض تحديدًا، انطلقت مسيرة عزيز أخنوش الذي يشغل اليوم منصب رئيس الحكومة المغربية. وبين الفخر الذي يختزنه أبناء منطقته لكون أحد أبنائها ارتقى إلى أعلى مواقع القرار، والجدل الكبير الذي يثيره حضوره السياسي، يظل اسمه محط نقاش واسع يمتزج فيه البعد العاطفي بالتحليل السياسي البارد.
يعتبر كثير من أبناء تافراوت أن أخنوش يجسد قصة نجاح ملهمة؛ رجل عرف عنه الكرم والجود، وحرصه على دعم الطلبة والمرضى والمحتاجين من أبناء بلدته. هذا الجانب الإنساني جعل صورته لدى محيطه المحلي إيجابية، قائمة على الاعتزاز والانتماء المشترك، بل ومصدر فخر للتعريف بتافراوت في المحافل الوطنية.
لكن السياسة لا تعترف بالعاطفة. فمنذ توليه رئاسة الحكومة، وجد أخنوش نفسه عرضة لانتقادات حادة، بعضها مشروع يدخل في إطار التقييم السياسي، وبعضها الآخر اتخذ منحى شخصيًا استهدفه وأفراد عائلته بأسلوب يفتقد إلى الأخلاقية. هذه الحدة جعلت عددًا من أبناء تافراوت يتحاشون أحيانًا الإفصاح عن أصلهم مخافة أن يُحملوا وزر السياسات العمومية وما يرافقها من إخفاقات.
وسط هذا المشهد، يبرز موقفان متباينان: فئة من أقاربه وأبناء منطقته تتمنى أن يبتعد عن التدبير الوطني ويكتفي بالشأن المحلي كما كان في بداياته السياسية، حفاظًا على سمعته وصورته. في المقابل، هناك فئة من المحيطين به داخل حزب التجمع الوطني للأحرار، ممن يستفيدون من استمرار قيادته، يدفعون نحو بقائه في المشهد السياسي، ليس بدافع الوفاء أو التقدير، بل من أجل ضمان استمرار مصالح مادية ومعنوية مرتبطة بمواقعهم الحزبية.
بين فخر الانتماء وثقل المسؤولية الوطنية، يظل اسم عزيز أخنوش موضوعًا إشكاليًا. فهو بالنسبة لأبناء تافراوت رمز نجاح وكرم إنساني، لكنه في عيون خصومه عنوان لسياسات لم ترق إلى مستوى التطلعات. وبين هذا وذاك، تبقى السياسة فضاءً لا مكان فيه للعاطفة، وإن كانت حقيقة المشاعر لا يمكن فصلها عن نظرة أبناء المنطقة لواحد من أبرز أبنائها على الساحة الوطنية.
المصدر: صفحة انعبار ⴰⵏⵄⵉⴱⴰⵔ من الشبكه الاجتماعيه
