in

تافراوت من قرية صغيرة إلى مزار عالمي

قبل أكثر من ثلاثة عقود من الزمن.. زار الفنان التشكيلي والنحات البلجيكي والعالمي الشهرة جون فيرام،  المغرب، وقام بجولة قادته إلى قرى جبال الأطلس الصغير في الجنوب المغربي، حيث انبهر بجمال وسحر المنطقة، وبتلك القرى ببيوتها الطينية وحقولها الصغيرة وحياة أهلها، التي يغلب عليها طابع البساطة والعفوية واحترام الآخر. 
لكن ما سحر هذا الفنان والمغامر العالمي، هو تلك الأحجار الجرانيتية العملاقة التي توجد منذ ملايين السنين في منطقة «أومركت»، التي تبعد 12 كيلومتراً عن قرية «تافراوت» السياحية، والنائمة وسط جبال الأطلس الصغير.

البداية كانت من سيناء
لم يكن أمام هذا النحات إلا أن ينبهر بتلك الأحجار الجرانيتية العملاقة، والتي أخذت، مع عوامل التعرية، أشكالاً وأحجاماً متفردة وغريبة، ويقف مسحوراً أمامها، فيقرر أن يحول تلك الأحجار إلى تحف فنية تجذب السياح من مختلف أنحاء العالم.
وبفضله، أصبحت تلك القرية الصغيرة، النائمة بين الجبال الشاهقة، عشق هذا الفنان الكبير، ليقرر أن يحولها إلى قطعة فنية ويضيفها إلى أعماله الأخرى، والتي تحتضنها أمكنة أخرى من العالم، فقد سبق لهذا الفنان أن قام العمل نفسه في صحراء سيناء سنة 1980، حيث حول مسافة كبرى من صحراء سيناء إلى لوحة زرقاء تعبر عن قيم السلام والتسامح.
وقرر النحات والفنان العالمي جون فيرام، أن يحول تلك الأحجار العملاقة في «تافراوت» إلى تحفة فنية يهديها لزوجته، فقام بصباغة تلك الأحجار بألوان زاهية تسحر الزائر، وقد كلفه الأمر أزيد من 30000 كيلو غرام من الصباغة.
يقول المرشد السياحي السيد علي أو طالب: إن صخور «أومركت» الجرانيتية الملونة، هي عامل جذب للسياحة في منطقتنا ومحركها الأساسي، فالسياح من كل الجنسيات يأتون من مدينة أغادير القريبة من «تافراوت»، خصيصاً لرؤية تلك الأحجار الملونة العملاقة، والتي جاء ذكرها في عدد كبير من الكتب والمراجع والمطويات الخاصة بالأسفار والسياحة.

أفلام
أما فاتح أبو سعيد وهو من ساكني تافراوت، فيقول: بفضل العمل الفني الضخم، الذي أنجزه الفنان جون فيرام في قريتنا الصغيرة «تافراوت»، أصبحنا نرى السياح يتوافدون علينا من كل بلدان العالم، وهذا يُحرك عجلة الاقتصاد في المدينة، كما أن منطقة «أومركت» التي تتواجد فيها تلك الأحجار العملاقة، فقد شهدت تصوير عدد من أفلام «الويستيرن»، نظراً للشبه الكبير بين منطقتنا والمناطق التي تصور فيها أفلام رعاة البقر بالولايات المتحدة الأميركية وبعض بلدان أوروبا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *