أصدرت جمعية المرشدين و المرفقين السياحيين بالأطلس الصغير بيانا تستنكر فيه ما تعرض له قمة جبل ألكست من تلطيخ بالصبغة وتشويه منظره الطبيعي. هذا نص البيان:
لقد عاينا كمرشدين سياحيين ما قام به مجهولون من عمل تخريبي طال مسار قمة لكست انطلاقا من دوار تاكضيشت في الأسبوع الأخير من شهر شتنبر 2021 والذي يتمثل في وضع إشارات و علامات دالة على المسار بصباغة بيضاء لامعة غير إيكولوجية على طول المسار من الدوار وصولا إلى قمة (أفا ن تمزكاديوين) إضافة إلى تلطيخ الصخور بنفس الصباغة وكتابة أسماء عليها, خاصة في القمة التي تعتبر موقعا طبيعيا و أثريا محميا بقوة القانون.
تحتضن قمة أفا ن تمزكاديوين مباني أثرية (مسجد, ضريح) و منشآت قديمة (خزان ماء أثري) تعود لأزمنة غابرة وتشهد على موروث ثقافي غني وذي طابع ديني ومقدس. كما أن المسالك المؤدية لهذه القمة تعتبر منشآت أثرية بما فيها المسار الذي طاله هذا التخريب.
إن تشوير المسارات السياحية يعتبر في أعراف السياحة الإيكولوجية تخريبا للبيئة و تدخلا صارخا غير مقبول في تغيير وتشويه المناظر الطبيعية وإفساد البعد البيئي للمسارات والفضاءات السياحية وتدنيسا لموقع أثري وديني كما أن تلطيخ الصخور بالصباغة في وسط طبيعي يعد جريمة يعاقب عليها القانون خصوصا عندما يتعلق الأمر بمواقع أثرية.
إن جبل لكست موقع ذو أهمية إيكولوجية وبيولوجية (SIBE) وهو محمي بقوة القانون ولا يجوز التدخل فيه دون رخص مسبقة من الإدارات المختصة حيث تعتبر قمة لكست وجهة سياحية مفضلة لدى جميع السياح وتساهم في خلق إشعاع سياحي كبير للمنطقة وفي خلق دينامية اقتصادية ناهيك عن أهميته الإيكولوجية و الأركيولوجية .
إن برامج تشوير و تخطيط و تأهيل المسارات السياحية بالمنطقة تعمه الفوضى وكل من هب وذب يقترح أنشطة وأفكارا تسيئ للسياحة و تنافي ضوابطها حيث يتم تنفيذها دون دراسات مسبقة للتأثير البيئي ودون التسلح بمعرفة نظرية أو ميدانية أو مهنية ودون العودة للمتخصصين والمهنيين ودون الأخذ بآرائهم.
إن عدم التدخل لوقف هذه الفوضى والتصدي لمثل هذه الممارسات سيؤدي لنتائج وخيمة على البيئة والسياحة البيئية.
ونحن كجمعية المرشدين السياحيين لدينا برنامج لإصلاح المسالك الجبلية القديمة بجبال لكست, بما فيها المسار موضوع التخريب, يحترم بشدة الطابع الأثري لهذه المسالك ويستبعد استعمال أي مواد مصنعة (الصباغة, الاسمنت, اللوحات…) وقد سبق للجمعية أن ساهمت في إصلاح وترميم المسلك المؤدي للقمة نفسها عبر دوار أنيركي انطلاقا من دوار أنامر.
إن الفوضى التي يعرفها القطاع بالمنطقة عموما ترجع لتدخل بعض الفعاليات في أمور تتجاوز تخصصاتها, إن السياحة الجبلية والإيكولوجية والرياضات الجبلية تخصص لمرشدي الفضاءات الطبيعية باعتبارهم, أولا : أطرا عليا للدولة لديهم تكوين أكاديمي في المجال, ثانيا: لأنهم مهنيون في تواصل مباشر مع السياح والفضاءات الطبيعية معا وهم أكثر من يعرف المسارات الجبلية وخصوصياتها .. إلا أن مختلف الفعاليات المدنية بالمنطقة تصر على تجاهل هذه الحقيقة والترامي على الفضاءات الطبيعية وعلى السياحة البيئية دون الأخذ برأي أهل الاختصاص بدعوى تنمية المنطقة أو القطاع إلا أن نتائج هذه التدخلات غالبا ما تؤدي للإضرار بالبيئة أو السياحة.
لكل ذلك نعلن للرأي العام والمهتمين بالبيئة والسياحة الإيكولوجية استنكارنا لكل الممارسات التخريبية التي تطال البيئة وتسيء للسياحة الإيكولوجية بالمنطقة ونتبرأ من كافة المشاريع التي تقترحتها فعاليات محسوبة على السياحة بجماعة أملن ونؤكد للرأي العام أننا سنتصدى لكل المشاريع التي لا تنبني على دراسات للتأثير البيئي وتأخد بعين الاعتبار آراء المختصين والمهنيين.
جمعية المرشدين والمرفقين السياحيين بالأطلس الصغير.